-
النهضة والمهمّة التاريخية : من مقاومة الانقلاب إلى ترسيخ الديمقراطية في تونس
1- الديمقراطية في تونس بين الحقيقة والخيال
حدثت في تونس ثورة 17ـ14 سماها المجلس التاسيسي “ثورة الحرية والكرامة”… لكن هل كان بإمكان “الثورة” أن تحقق شيئا من أهدافها كمقاومة الفقر والبطالة ا وان تصمد أو أن تمنع الأسوأ كالانقلاب أو الحرب الأهلية ؟
لم تقبل الجهات الخارجية والإقليمية بثورة الحرية والكرامة وبديمقراطية تونسية وتجندت لذلك المخابرات في الجوار وفي الإقليم وفي الشرق وفي الغرب
لم تقبل أطراف داخلية بتونس ايضا ديمقراطية تستوعب الاسلاميين او تعطي حق للمهمشين في اختيار من يحكمهم لان مصالحها تقتضي نظاما فسدا استبداديا أما الدوافع فهي إما مادية أو إيديولوجية.
كانت مهمة النهضة الحفاظ على الانتقال الديمقراطي مهما كان الثمن … ونجحت في ذلك.
2- النهضة والمرزوقي
ظلت النهضة في تعاون وتواصل وتشارك مع مكونات الترويكا وخاصة الرئيس المرزوقي وظل قادتها يكنون له التقدير والاحترام وتمتع بدعم شعبي من قواعد النهضة دعما منقطع النظير ـ وكنت واحدا منهم ـ لإيماننا بان الرئيس المرزوقي حالة ثورية فعلا كما نعتبره رمزا للنضال السياسي و ضامنا للحفاظ على الحريات العامة والفردية … ولكن الخلل ظهر من حزبه الأول المؤتمر من اجل الجمهورية الذي تشظى إلى عدة أحزاب وخرج منه عدة” زعماء “لا يقبلون بالمرزوقي رئيسا او قائدا او زعيما … (العيادي ، عبّو ، هميلة…).
واليوم في 2015 يبقى الرئيس المرزوقي ، وبمفرده وبغض النظر عن حزبه ، زعيما سياسيا قادرا على جمع أطياف عديدة من الناس حوله ومن مختلف الاتجاهات.
ولكن لا يفيده في شيء تهجم بعض المقربين منه على النهضة قيادة أو أنصارا وعلى المقربين من الرئيس المرزوقي تنظيم أدواتهم الحزبية للعمل والدعاية والإعلام …لان النهضة قد ترشح أحد قادتها في الانتخابات الرئاسية القادمة.
3- النهضة والإقصاء
تجنبت النهضة إقصاء التّجمعيين وهي بذلك جنبت البلاد مصيرا شبيها بما آل إليه الوضع في العراق بعد ” قانون اجتثاث البعث ” أو مصير ليبيا بعد إقرار ” قانون العزل السياسي ” لان مصلحة البلاد أهم من مصلحة الحزب .
4- النهضة والفكر السياسي
حضرت نقاشات سياسية ثرية ومنها في إطار الاستعداد المؤتمر العاشر لحزب حركة النهضة ولاحظت عمق تناول القضايا ويمكن أن نجيب من يتساءلون لماذا تتخذ النهضة الموقف كذا او كذا بان حركة النهضة تدرك أهمية الأولويات :
أ : الحفاظ على الدولة
ب : أهمية استمرار المسار الديمقراطي
ج: ضمان التعايش السلمي بين جميع التونسيين على أساس الدستور والقانون
إنّ حركة النهضة تدرك حجم الأخطار المحدقة بالبلاد… من الجوار الإقليمي و من الداخل و في تكامل للأدوار . . . ويمكن أن أشير إلى أن من لا يقرؤون حجم الدمار القادم إلينا من داعش ليبيا إنما يعيشون خارج الجغرافيا وخارج التاريخ … ويكفي أن نشير أيضا أن إغفال إسهام الحكومة التونسية في إيجاد حل سياسي في ليبيا هو إهمال للأمن القومي التونسي
النهضة تنتظر إلى الوضع التونسي بروح المسؤولية للحفاظ على البلاد والعباد.
.القلم الحرّ إسماعيل بوسروال
-
Commentaires